أرضنا العزيزة، ارض المجد والعزة المملكة العربية السعودية، إن لتلك الأرض قصةً فريدة، حيث اختارها رب العزة والجلالة أن تكون مركزاً للدين الإسلامي. فمنذ اللحظة التي اراد الله فيها لتأسيس المملكة، جعلها محوراً للرحمة والهدى.
ففي أحضان الشرق الأوسط، تسللت رياح الإيمان لتلتقي بقلب المملكة العربية السعودية، المكان الذي اختصّه الله بنعمة الإسلام وقدسيتين لا تضاهى وهي الحرمين الشريفين مكة والمدينة.
وفي هذه المناسبة الحافلة بمشاعر العزة والفخر ليوم التأسيس السعودي لعام 2024م، يغمرني إحساس عميق بالفخر والإعجاب تجاه مملكتنا الغالية والإنجازات الرائعة التي حققتها منذ تأسيسها في عام 1727م، فأنا كمواطن سعودي، يمثل لي هذا الاحتفال إرث أجدادنا وروح المثابرة وأجمل قصة فخر سطرها التاريخ بحروف من ذهب.
إن يوم التأسيس يعكس تقدماً لافتاً، ويشكل علامة فارقة في رحلة تطوير المملكة. فمنذ ام تأسست دولتنا السعودية لأول مرة، والمملكة تعبر بثبات وإصرار طريق التغيير والتحسن المستمر.
ففي هذا الاحتفال الوطني تتجسد الأهمية الكبرى للشعب السعودي، حيث يتجدد العهد بالاستمرار في بناء مستقبل يحمل في طياته تطلعات وطموحات نابعة من تاريخ غني يُفتخر به.
إن يوم التأسيس السعودي فعالية وطنية ذات أهمية بارزة في المملكة العربية السعودية، حيث يتجدد الفخر بها سنوياً في الـ 22 من فبراير حيث يمثل هذا اليوم مناسبة للشعب السعودي لاستحضار مسيرة الأمة الرائعة منذ لحظة توحيد البلاد وتأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932.
ولذلك، نحن نرى دائماً إن احتفالات هذا اليوم ليست مجرد فعاليات، بل هي وسيلة عميقة للتعرف على مراحل التطور الراسخ الذي شهدته المملكة. كما تجسد هذه الاحتفالات أحداث البناء والتقدم، وترسخ الأسس التي أسهمت في نجاح المملكة وأعدتها للمستقبل.
وفي ظلال تاريخها العظيم، يكون الاحتفال بيوم التأسيس هو لحظة تأمل للشعب السعودي، حيث يتجدد الالتفات إلى الجذور والتقاليد التي شكلت هويتهم الوطنية. إنها فرصة لتكريم العمل الشاق والتضحيات التي بذلها الأجداد في بناء وصياغة مستقبلهم.
وفي تاريخ البشرية اجمع، يظل يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية بصمة حضارية تشهد على روح العزم والتحدي ويوم التأسيس كذلك هو تلك البداية الجديدة، وهو الفجر الجديد الذي تستيقظ فيه أفكار جديدة وأفراد جدد ينادى بهم القدر، إنه يوم تجسيد الآمال المنتظرة والفرص الجديدة المتاحة، وهو يوم للاحتفال بالقدرة التحويلية للإرادة البشرية،
وتلك اللحظة الفارقة لم تكن مجرد ولادة لدولة، بل كانت خطوة ثابتة وواثقة نحو تحقيق الوحدة والاستقرار. تحت قيادة عظيمة وحكيمة، بدأت فيها صفحة جديدة في تاريخ الجزيرة العربية، حيث بنيت المملكة على أسس العدالة والتسامح.
وفي مقام الباني والمؤسس، ارتسمت بين رموز الصحراء الشاسعة رؤية استراتيجية لتوحيد القبائل وتشكيل وحدة وطنية، حيث استلزمت العزيمة القوية تخطي التحديات وتجاوز العواقب التي كانت تعترض الطريق.
ومع مرور الأزمنة، لم تكن المملكة مقيدة فقط بإدارة الأمور الداخلية، بل شهدت تقدماً هائلاً في مجالات التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية، وبناء هذه الأركان كانت له أثرها في تحويل المملكة إلى واحدة من أبرز الدول في المنطقة.
وفي عهد الازدهار والرخاء عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو سيدي ولي العهد الامير محمد بن سلمان حفظهم الله، لم تكتف المملكة بالاعتماد على ثروتها الطبيعية، بل وجهت رؤية طموحة نحو تحقيق التنويع الاقتصادي وتطوير يسابق الساعة تحت مظلة رؤية 2030، حيث تعكس المملكة تفانيها في تحقيق التحول الشامل، بسعيها إلى تعزيز قدراتها في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
ويظل يوم التأسيس دائماً وابداً لحظة تاريخية لتجسد الروح الوطنية والتضحية، فهو ليس مجرد ذكرى في التقويم، بل هو محطة للتأمل والفخر، وتواصل المملكة رحلتها نحو المستقبل، حاملة معها تاريخاً حافلاً وقدرات تحقيق لا تعد ولا تحصى، حفظ الله لنا بلادنا وقادتنا واللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان.