BlogUncategorizedالرياض… العاصمة التي تجاوزت الجغرافيا

الرياض… العاصمة التي تجاوزت الجغرافيا

المدنُ تُولد عادةً من ترابها…

إلا الرياض، وُلدت من رؤيا.

خرجت من صمت الصحراء لا لتكسر السكون،

بل لتُعيد تعريفه… لتقول إن الصمت يمكن أن ينطق إذا أُصغي إليه بعين الحلم.

في الرياض لا تمشي على أرضٍ فقط،

بل على تاريخٍ يفتح لك دروبه بكرمٍ نبيل.

كلُّ خطوةٍ فيها تذكّرك بأنك تمشي فوق ذاكرةٍ من العزم،

وفوق وجدانٍ صاغته يدٌ تؤمن أن البناء أصدق أشكال الدعاء.

المدن العادية تُرى بالعين،

لكن الرياض تُرى بالبصيرة.

فيها لا تُقاس المسافات بالامتداد،

بل بالتجربة التي تُحدثها في روحك.

تُعلّمك أن الجغرافيا ليست حدودًا، بل طاقةٌ تسري في العروق.

كلُّ برجٍ فيها فكرةٌ ارتفعت،

وكلُّ شارعٍ فيها سطرٌ من كتاب الإرادة،

وكلُّ ضوءٍ فيها شاهدٌ على أن الإنسان يمكن أن يهزم المستحيل إذا آمن بما لم يُخلق بعد.

الرياض لا تكتفي بأن تكون عاصمة وطن،

بل تسكن ضمير الزمن،

تُعيد ترتيب المعنى، وتعيد للحداثة أخلاقها،

وتُثبت أن الأصالة ليست ما مضى،

بل ما ظلّ صالحًا ليُضيء الغد.

فحين تغيب شمسها، لا يحلّ الظلام،

بل تتبدّل اللغة…

تصير النجوم حروفًا،

وتصير الأبراج صفحاتٍ تُكتب عليها السيرة القادمة.

هنا الرياض…

تتكلّم الأرضُ بلسان السماء،

ويفكّر الإنسان بوعي المكان،

وتلتقي الإرادة مع المعجزة في نقطةٍ واحدة

اسمها الوطن.

IMG 20251122 WA0015

مشاركة المقالة

https://tnawab.sa

الكاتب طارق محمود نواب