مشروع إنشاء منصّة للأغاني الوطنية السعودية
حين يكون للفكرة من يتبنّاها…
تولد من الحلم مشروعًا،
ومن التطلّع منجزًا.
ومن بين الأسماء التي صنعت وصاغت للثقافة السعودية أفقًا أعرض،
وجعلت لها حضورًا أجمل…
يأتي سعادة معالي المستشار تركي آل الشيخ في المقدمة؛
فهو الرجل العظيم الذي يرى أبعد مما يُرى،
ويمنح الأفكار الوطنية ما تستحقه من اهتمام ورعاية.
ومن هنا… تأتي فكرة
إنشاء منصّة وطنية تحفظ الأغنية الوطنية السعودية،
وتجمع إرثها في بيتٍ واحد…
بيتٍ يسمع التاريخ قبل أن يقرؤه،
ويُبقي صوت الوطن مرفوعًا كما هو في القمة دومًا،
ويليق بدولةٍ تصنع المجد كل يوم.
لأن للأغنية الوطنية
ذاكرةً لا ينبغي أن تتشتّت…
ولأنّ صوت الوطن
أسمى من أن يذوب في الزحام…
ولأنّ كل لحن
حمل يومًا رايةً خضراء تنبض فخرًا…
يستحق أن يبقى،
وأن يُصان،
وأن يُتاح للأجيال
كما عاشته القلوب أول مرة.
ومن هنا… تولد الفكرة…
إنشاء منصّة وطنية
تحفظ منجزنا الغنائي الوطني
منذ الصوت الأول
إلى اللحظة التي يتردّد فيها النشيد اليوم…
في الملاعب،
في الاحتفالات،
في اللحظات التي تتّحد فيها قلوب السعوديين
على كلمة واحدة اسمها الوطن.
وهذه المنصّة
لا تجمع الأغاني فحسب…
بل تجمع الحكايات التي صنعتها،
والأبطال الذين خَلّدوها،
والذكريات التي رافقتها،
والمناسبات التي أنشدت لها…
حيث تجمع..
الشاعر…
الملحّن…
العازف…
والصوت الذي حمل الحلم…
في مكانٍ واحد.
وهي مكتبة وطنية تُسمع…
لا تُقرأ فقط.
تتصفّحها أذنك قبل عينك،
ويستيقظ فيك الوطن
قبل أن تكتمل الجملة.
فهنا…
تاريخٌ يتحدّث،
ولحنٌ يرفع رأسه عاليًا،
كي لا يُقال يومًا
إن شيئًا من ذاكرة السعودية
ضاعت ملامحه.
وتخيّل…
طالبٌ يبحث عن نشيدٍ عاشه الوطن قبل عقود،
وباحثٌ يفكّك ذاكرة الموسيقى الوطنية،
وإعلاميٌّ يحتاج وثيقة صوتية مُحقّقة،
أو عاشقٌ يودّ أن يسمع ما تربّى عليه أجداده…
فكلهم يجدون مبتغاهم
بضغطة واحدة،
في منصّة واحدة،
تليق باسم السعودية.
وهذه ليست منصّة…
إنها امتداد نبض، ووفاء
لأولئك الذين صدحوا باسم الوطن
منذ زمنٍ لم يكن للضوء فيه
إلا بابٌ واحد هو الصوت.
ومع رؤية 2030…
تغدو الذاكرة مشروعًا،
وتغدو الحكاية رقمًا،
ويتّحد الماضي مع المستقبل
في تجربة وطنية واحدة…
تقول للأجيال..
هذا صوتكم…
هذا إرثكم…
فاحفظوه.
وهذه المنصّة
تسند ظهر الأغنية الوطنية
لتبقى واقفةً بشموخ…
كما هو الوطن دائمًا فوق الجميع.
وهذه المنصّة تقول أيضًا
السعودية أولًا…
والفخر دائمًا…
والنشيد يستمر.
