عرضٌ حصريّ
في كلُّ يومٍ
تمنحك الحياة عرضًا واحدًا فقط…
أربعٌ وعشرونَ ساعةً
غيرُ قابلةٍ للاسترجاع.
لا كوبونَ تعويضٍ عن وقتٍ ضاع،
ولا استبدالَ ليومٍ أُهدِرَ في التردّد،
ولا تمديدَ لصلاحيةِ العمر،
مهما توسّلنا الزمن.
فالفرصةُ التي أمامك الآن
هي العرضُ الحصريّ
الذي لن يتكرّر بذات التفاصيل،
وربما لن يتكرّر أبدًا.
فكُنْ من القلّةِ الذين يُدركونَ
أن الدقيقةَ ليست وحدةَ وقت،
بل وحدةُ حياةٍ كاملة.
فاتركْ الانتظارَ للذين ينتظرون الحظ،
واخترْ أن تكونَ أنت صانعَ العرض،
ومهندسَ اللحظة.
فاصنعْ دهشتك قبل أن تصنعك الظروف،
وتقدّمْ خطوةً واحدةً فقط،
فالبداياتُ الصغيرةُ
تهزمُ التردّدَ الكبير.
واقتنصِ الفرصَ قبل أن تتحوّلَ إلى ندم،
فالحياةُ لا تمنحُ الجوائزَ للمتفرّجين،
ولا تكتبُ التاريخَ عن الواقفين في الصفوف الخلفيّة.
فكنْ أوّلَ من يوقّع حضورَ النجاح،
وبدّلْ “سأفعل” بـ “فعلت”… الآن.
وتذكّرْ أن الضوءَ لا ينتظرُ إذنًا ليشرق،
ولا الحلمُ ينتظرُ تصفيقًا ليبدأ،
فابدأْ ولو بخطوةٍ خجولةٍ نحوَ غايتك.
فكلُّ تردّدٍ مؤجّلٍ هو تأجيلٌ لحياتك،
وكلُّ عزيمةٍ صادقةٍ تخلقُ واقعًا جديدًا.
فاصنعْ من الوقتِ صديقًا لا خصمًا،
ومن كلّ تجربةٍ درسًا لا وجعًا،
واعلمْ أن أكثرَ النهاياتِ المجيدةِ
بدأتْ بصدفةٍ متعبة،
وأنك ما دمتَ حيًّا… فالعرضُ ما زال مستمرًّا.
ولا تنسَ أن أعظم المكافآت لا تأتي من التصفيق، بل من السكون الذي يلي الإنجاز.
وأن لحظة الرضا عن ذاتك أثمن من ألف مديحٍ عابر.
وكلّ إشراقٍ يبدأ بقرارٍ صغير، وكلّ عظمةٍ تبدأ بخطوةٍ في المجهول.
فالزمنُ لا ينتظرُ من يتهيّأ، بل يمضي بمن تجرّأ.
واحمِل حلمك كما يحمل العاشقُ عهده الأول، لا يضعف ولا يُبدّل.
واكتب اسمك على صفحات الفعل، لا على قوائم الأمنيات.
فمن عاشَ مؤجّلًا، عاش منقوصًا.
ومن خاف السقوطَ، فاته التحليق.
ومن صدّق نفسه حين قالت: “الوقت لم يحن بعد”… فاتَهُ العمر كلّه.
فابدأ… الآن، فربما هذه اللحظة هي البداية التي كنت تنتظرها منذ سنين.
