BlogUncategorizedلا تقدّس نفسك

لا تقدّس نفسك

تقديس الذات فخ ناعم يبدأ من فكرة أنك تستحق الأفضل دائماً، إلى أن يتضخم بصمت ويتحول إلى توقع غير منطقي بأن كل شيء في الحياة يجب أن يتم كما تريد. وهذا أول باب للخذلان.

فالإنسان الذي يقدّس نفسه لا يتحمل الفشل بسهولة. ويرى أي تعثر كأنه طعن في مكانته. كما يتعامل مع العلاقات وكأنها عقود ضمان، ومع الفرص وكأنها ديون يجب أن تُسدّد له. وعندما لا تأتي النتائج كما خطّط، فلا يسقط فقط، بل يتحطم قلبه كأنها نهاية العالم.

وذلك لأن تقديس النفس يمنعها من التكيف مع كل ما يمر بها من مواقف. كما يجعلها تتعامل مع الخسارة كفضيحة وليس كتجربة، ومع الرفض كإهانة ليس كإعادة توجيه. بينما الواقع أبسط من ذلك بكثير… فالحياة لا تعطي أحدًا كل شيء، ولا تعتذر إن لم تتطابق مع رغباتك.

والنجاة الحقيقية تبدأ من لحظة تقبل حدودك، وذلك حين تدرك أنك لست استثناء، وأنك معرض للفشل، والخذلان، والتأخير، تمامًا كما أنت قادر على النجاح والتقدم والفرح. وفي الحقيقة، هذه الموازنة هي ما تمنحك مرونة تنهض دون أن تستهلك نفسك في أسئلة كثيرة

لكن من لا يقدّس ذاته، يمتص الصدمة بشكل أسرع. ويعترف بدوره، ويراجع نفسه، ويبدأ من جديد بلا دراما زائدة. فلا يرى في التجربة إهانة، ولا يضخم الحدث، ولا يضخم حتى نفسه.

وهنا تكون القوة… قوة أن تتصالح مع فكرة أنك إنسان، عادي، ومن الطبيعي أن تخطئ وتصيب، وتمرض وتتعافى. فلا تنتظر حياة مفصلة على مقاسك، بل تتعلم أن تتحرك وسط الفوضى بثبات.

فكل شيء خير من الله، وكل تجربة تحمل شيئًا، حتى حين تؤلم.

وحين تسقط، لا تسأل لماذا سقطت… اسأل فقط من أين تبدأ مرة أخرى؟

IMG 20250628 WA0061

مشاركة المقالة

https://tnawab.sa

الكاتب طارق محمود نواب