قاعدة 1/90/90
لما لا تجعل أوقات فراغك تتحول إلى فرصة ذهبية؟
فالآن بات من الضروري لكل فرد أن يمتلك رؤية واضحة لهدف محدد يسعى لتحقيقه، فالوقت الذي يُعتبر فراغاً يمكن أن يتحول إلى منجم ذهب لتطوير الذات والابتكار. إنّ القدرة على تحويل وقت الفراغ إلى فرصة ذهبية من أبرز سمات الأفراد الناجحين، والذين يَفهمون أن كل لحظة يمكن أن تُترجم إلى خطوات ملموسة نحو تحقيق الأهداف.
فلا مانع من الاستمتاع بلحظات من الفرح، لكن شرط أن نتذكر أن هذه اللحظات ليست بديلاً عن استثمار أوقات فراغنا في تنمية الذات وتطوير المهارات. فيمكن ذلك الترويح عن النفس أن يكون محفزًا للإبداع، لكنه يتطلب منا أيضًا توجيه طاقاتنا نحو أهداف تسهم في تشكيل مستقبلنا. لذا، ينبغي أن يكون هناك توازن بين متع الحياة وواجباتنا، لنخلق حياة غنية بالإنجازات والذكريات الجميلة.
ففي عالم يسعى فيه الأفراد لتحقيق أقصى درجات النجاح، يتطلب الأمر أحياناً أن ندقق النظر في كيفية استغلال أوقات فراغنا بفعالية. بالإضافة إلى أن تحديد الأهداف ليس مجرّد خطوة إضافية، بل هو عملية استراتيجية تعزز قدرتنا على تحقيق النجاح والرضا الشخصي. أما الأهداف ذاتها هي البوصلة التي توجهنا عبر دروب الحياة، فتمنحنا الإلهام وتساعدنا على توجيه جهودنا ومواردنا بشكل أكثر فعالية. فسواء كان الهدف يتعلق بترقية مهنية، أو بدء مشروع جديد، أو تحسين العلاقات الشخصية، فإن وضوح الهدف يعتبر حجر الزاوية لتحقيق النجاح.
ولتحقيق ذلك ، يمكنك تطبيق قاعدة 1/90/90، التي ذكرها روبن شارما، فهي أداة قوية لتحقيق الأهداف بفعالية. تلك القاعدة التي تقضي بتخصيص 90 دقيقة من بداية يومك، لمدة 90 يوم تشاهد أو تقرأ عما تريد تطويره. الفكرة الأساسية هي أن تخصيص وقت قليل يوميًا بشكل منتظم يمكن أن يحقق تقدمًا ملحوظًا نحو أهدافك على المدى الطويل، بشرط أن يتم ذلك بتركيز وإخلاص.
ولتنفيذ تلك القاعدة بنجاح حيث يجب أن تبدأ بتحديد هدفك بوضوح. واعني بذلك وضع هدفك بدقة وتحديده بطريقة تستطيع من خلالها قياس مدى تطورك. واستخدم أدوات التخطيط المتاحة لضمان وضوح هدفك وسهولة تتبعه. وبعد ذلك، حدد وقتك اليومي الذي ستخصصه لتحقيق هذا الهدف، وتأكد من أن هذا الوقت خالٍ من المشتتات ويتيح لك التركيز الكامل.
ومن الضروري أيضًا متابعة تقدمك بشكل دوري. وذلك عن طريق تقييمك للنتائج التي تحققها بانتظام، وستساعدك هذه المراجعات على تعديل استراتيجيتك إذا لزم الأمر. فالاستمرارية في تطبيق القاعدة تضمن لك البقاء على المسار الصحيح، مع الحفاظ على مرونة تعديل أهدافك واستراتيجياتك بناءً على تقدمك.
وفي النهاية، يمكن أن يحدث تحديد الأهداف واستخدام تلك القاعدة تغييرًا إيجابيًا كبيرًا في حياتك وهذا الأسلوب البسيط والفعّال يساعدك على إدارة وقتك بشكل أفضل، مما يمكن أن يحقق لك نتائج ملموسة وطويلة الأمد فالنجاح ليس محض صدفة، بل هو ثمرة للتخطيط الذكي والالتزام المستمر. لذا، اغتنم أوقات فراغك كفرص ذهبية لتحقيق أهدافك، واستفد من تلك القاعدة لتصنع التغيير الإيجابي في حياتك.