فيزياء السعادة
يختلف مستوى الرغبة في الحصول على شيء من انسان إلى أخر، وتختلف مفاهيم الحاجة عند البشر، فقد تجد مفاهيم اشباع الرغبة تختلف كل الاختلاف بين شخصاً و اخر احدهم يرى الوظيفة عاملاً للرضاء و السعادة و اخر يرى راحة البال هي العمود الرئيسي لحياة جميلة و رضية والكل بحسب حاجته تترتب عنده الأولويات، ولكن مستوى التعلق بتلك الحاجة هو العامل الأساسي الذي يحدد نسبة السعي للحصول عليها.
وفيزياء السعادة لها قوانين كثيرة ومن أهمها أن كل الاشياء من حولنا لا قيمة لها حينما تكون في نقطة الصفر أو ما نسميها بـ”نقطة البداية” فتبدأ قيمتها بالزيادة كلما تحركت وبحسب تلك الحركة تكون قيمتها فإن أردت لبدايتك قيمة كبيرة اضف لها إنجازات وسوف تراها تثمر وتزداد مثلما يزداد العداد بإضافة الصفر وتبقى البداية التي كنت ترى بأن لا قيمة لها هي السبب في كل زيادة مضافة لعداد إنجازاتك، فمهما كانت صعوبة البداية بالنسبة لك كبيرة حاول ولا تيأس فالنظر للأشياء عن قرب أكثر وضوح وأسرع في اكتشاف الحلول عن النظر اليها عن بعد.
فإننا جميعاً يحق لنا أن نضع خطط لأحلام كبيرة ولكن أن تكون راضياً بجزء من تلك الاحلام سوف يكون عاملاً مهماً للوصول لما هو أكبر من ذلك، فحاول أن تضع لأحلامك خطوات متدرجة كي يزداد حماسك وترى الوصول اسهل في كل خطوة، وعند وصولك ضع سقف اعلى واسعى لأن تصل له، إلى أن تصل للحلم الكبير.
بالإضافة إلى أن تهويلك لأفكار التعبير عن المواضيع التي تتعلق بمجريات حياتك عند الحاجة لأتخاد قرارات والعثور على حلول لها لن يؤدي للوصول، وذلك لأن الحجم و الخيال الواسع الذي تجد له الحل لا يتناسب مع المستوى المنخفض من حجم المشكلة الحقيقي، و لذلك عليك اولا تجنب التفكير بأنك وحدك من يقع في المشاكل، وتجنب ايضا الخيال الواسع، والعواقب الخيالية الأكبر من حدها، و الشكوك و المخاوف وحاول أن تبدأ بالتفكير بها وتعمل على حلها و كأنها مشكلة عرضت عليك من صديق حينها ستجد نفسك تبدع في ايجاد افضل واجمل الحلول، فالتهويل للمشاكل التي تمر بنا يزيدها ضررا علينا أكثر من التعامل معها ببساطة لأنه يضاعفها.
ومن قوانين فيزياء السعادة أيضاً، أن إقناع نفسك بترك شيء أفضل لك من أن تتنازل عنه، فعند اتخاذ قرار التنازل عن شيء في نفس الحين أنت تقرر اجبار نفسك بالتخلي عن ذلك الشيء دون التخلي عن آثاره و جوانبه التي ستورثنا اياها فور التخلي عنه، وسوف تعكس مشاعر ليست بجيدة وتستمر لفترة طويلة من الزمن، لكن إقناع نفسك بالتخلي عن شيء يجعلك تتخلي عن ذلك الشيء بكامل توابعه وينتهي كل ذلك فوراً بمجر اقناع النفس، كما أنني ارى أن أفضل الطرق لعلاج اقناع النفس للتخلي عن شيء هو النظر في سلبياته وما تعكسه لنا من أمور سيئة و مزعجة في حياتنا و والثقة بأننا نستحق أفضل من ذلك. فأنت تستحق كل ما فيه خيراً لك و تقديراً لمكانتك وعليك أن تعزم التخلي عن كل ما يقلل من قيمتك و مقدارك لأنك مقتنع بذلك وليس لأنك مجبر على التنازل عنه.
ان واحد من اهم القوانين في فيزياء السعادة أنه حتى تصل إلى النجاح عليك وضع الخطة و وأن تخوض في أول خطوة، فاليوم يتكون من 24 ساعة اي ما يعادل 1440 دقيقة لو استفدنا من ساعة واحدة يومياً أي 60 دقيقة لتحقيق خطوة من خطوات الوصول لأهدافنا او البحث عن طرق للتغيير من انفسنا أو تعلم مهارة جديدة او حتى التفكير في الاشياء التي نراها صعبة الوصول ومعرفة الاسباب التي جعلتنا نراها بتلك الصعوبة سنشعر بتغيير كبير في حياتنا، و بعد مرور شهر و انجاز الكثير من الخطوات بعد مرور عام و الوصول لما كنا نراه مستحيلاً بعد اعوام. سوف تجد نفسك شخصاً أخر كنت تحلم و تتمنى أن تجده قبل اعوام . . إبدا هذا التغيير من الآن فور وصولك إلى هنا وسترى النتائج بعد ايام. حاول أن تستفد من وقتك ولو بأشياء بسيطة يومياً وستجد التغيير الكبير بعد فترة ليست بطويلة و هذا التغيير سيشجعك أكثر على الاستمرار في التطوير من نفسك.
فهناك مقولة شهيرة للكاتب William Shakespeare وهي “ليس كل ما يلمع ذهباً”، فلا تجعل من المظاهر معيار اساسي لقياس جمال الأشياء و نقائها ليس كل جميل مظهر ذو اخلاق حميدة و ليس كل بسيط مظهر سيء الخلق. فالجمال لا يقاس بالمستوى المادي ولا المظاهر يقاس بالفكر و طيبة القلب وحسن الخلق الحميد وروعة المعاملة. ولا تتسرع في تقييم البشر من خارجها اظنك قد جربت فاكهة شهية المظهر من الخارج ومخالفة لكل توقعاتك من الداخل. “وكذلك البشر”
فكن على علم أن نظرك للأمور من جانبها الايجابي يجعلها أكثر جمال و بساطة لذلك تخلص من العادة التي غزت عقول نسبة كبيرة من المجتمع وهي اخد كل أمور الحياة من جوانبها السلبية و تجاهل ما فيها من إيجابيات، جرب الآن تغيير نظرتك للعكس انظر لما فيها من إيجابيات وتجاهل ما فيها من السلبيات وسترى ذلك التغيير المنعكس الذي ربما كنت تجهله طيلة ما مضى من حياتك، فيزياء السعادة وقوانينها حولنا في كل مكان فقط قم بتطبيقها.
https://alnukhba.org.sa/#/articlesDetails/73