BlogUncategorizedفلان قال وفلان عاد!

فلان قال وفلان عاد!

في عالم العمل والحياة المهنية، هناك مبادئ راسخة تميز الشخص المحترف عن غيره، ومن أبرزها التركيز على الأهداف والمهام دون الانزلاق إلى دوامة القيل والقال والتفاهات التي تستهلك الوقت والطاقة فالانشغال بما يقال عن الآخرين أو الانجرار إلى حديث عقيم عن “فلان قال وفلان فعل” لا يعكس إلا ضعفًا في الشخصية وضيق أفق، ويشكل عائقًا كبيرًا أمام النجاح والتطور الشخصي.

إن الاحترافية الحقيقية تظهر في قدرتك على أن تسمو فوق تلك الأحاديث التي تفتقر إلى القيمة. فالكلام عن زملاء العمل أو الخوض في إشاعات حول “فلان سيُفصل” أو “فلان يحصل على راتب كذا” أو “فلان لديه علاقات مع فلان” ليس إلا إهدارًا للوقت وانحدارًا في مستوى التفكير. وهذه الأحاديث لا تؤدي سوى إلى خلق بيئة عمل سلبية، تُثقل النفوس، وتُضعف الروح الجماعية، وتعيق الإنتاجية.

ومن المؤسف أن البعض يجدون متعة في نقل الكلام والتعليق على كل صغيرة وكبيرة، غافلين عن التأثير السلبي لهذه الممارسات على الآخرين وعلى أنفسهم. فعندما يكون حديث الأشخاص محوره القيل والقال، فإنهم يزرعون بذور الشك والتوتر في نفوس زملائهم، مما يؤدي إلى خلق جو عمل مشحون يعج بالطاقة السلبية. والأسوأ من ذلك أن هذه السلوكيات تعيق التقدم المهني، حيث ينشغل هؤلاء بأمور جانبية تافهة بدلًا من التركيز على أهدافهم الشخصية والمهنية.

فالشخص المحترف يدرك أن وقته أثمن من أن يضيعه في تتبع أحاديث لا طائل منها. فهو منشغل بتطوير نفسه، وتحقيق إنجازاته، والارتقاء بمستواه الفكري والمهني فالتركيز على العمل والإبداع هو السمة الأساسية لأي فرد يسعى لتحقيق النجاح. أما الانشغال بما يفعله الآخرون أو الانغماس في الحديث عنهم، فهو مؤشر على غياب الطموح والافتقار إلى رؤية واضحة.

ولنكن صريحين، كلنا مررنا بمواقف وجدنا أنفسنا فيها وسط أحاديث جانبية عن أشخاص أو أحداث. ولكن الحكمة تكمن في أن ندرك خطورة هذا السلوك ونتجنب الوقوع فيه. فمن الأفضل أن نكون قدوة للآخرين، ونعزز قيم الحوار البناء الذي يثري بيئة العمل بدلًا من تدميرها. لذا، لا تجعل حديثك عن الآخرين أو اهتمامك بأخبارهم يطغى على إنجازاتك.

فلا تجعل ضجيج المحيطين بك يشوش رؤيتك. ارتقِ بنفسك، وركز على ما يضيف قيمة لحياتك ومسيرتك المهنية. فالنجاح لا يُقاس بالحديث عن الآخرين، بل بتحقيق أهدافك، وترك أثرٍ حقيقي يعكس التزامك وتفانيك. إن من أراد التميز، لا ينزل في المستوى مع أحد، ولا يسمح لنفسه بالانشغال بما لا ينفع.

فالنجاح الحقيقي يأتي من الالتزام بمبادئ واضحة، والابتعاد عن كل ما يشوش الفكر أو يُضعف النفسية. وتذكر دائمًا أن المحترف لا يساوم على قيمه وأخلاقه، ولا يسمح لنفسه بأن ينزل إلى مستوى القيل والقال. فقط ركز على شغلك، واجتهد في تحقيق أهدافك، واجعل أفعالك تتحدث عنك. فالناس تحترم الناجحين الذين يثبتون أنفسهم بإنجازاتهم، وليس بمن يشاركون في أحاديث جانبية لا قيمة لها.

IMG 20241207 WA0119

مشاركة المقالة

https://tnawab.sa

الكاتب طارق محمود نواب