BlogUncategorizedالمدير والموظف

المدير والموظف

لماذا يكرهني بعض الموظفين؟ سؤال يطرحه العديد من المدراء الذين يسعون جاهدين لفهم دوافع مشاعر الرفض والاستياء التي يمكن أن تظهر في بيئة العمل. فالإجابة عن ذلك تتطلب استكشافًا عميقًا للعلاقات الإنسانية المعقدة التي تشكل أساس الحياة المهنية، حيث تنعكس سلوكيات المديرين بشكل مباشر على نفسية الموظفين.

فالعلاقات الإنسانية أكثر عناصر التفاعل تعقيدًا. حيث تظهر مشاعر الكراهية لدى بعض الموظفين تجاه مديريهم كنتيجة مباشرة لسلوكيات معينة، تحمل في طياتها آثارًا عميقة تنعكس على بيئة العمل، حيث إن التحديات التي يواجها المديرون لا تتعلق فقط بالاستراتيجيات والأهداف، بل تشمل أيضًا كيفية إدارة العلاقات الإنسانية.

ومن أبرز الأسباب التي تقود إلى كراهية الموظفين لمديريهم هو سوء المعاملة. فالمدير الذي يتبنى أسلوبًا قاسيًا أو متسلطًا، أو يُظهر تجاهلًا لاحتياجات موظفيه، يزرع بذور الاستياء في نفوسهم. فالإساءة، مهما كانت بسيطة، يمكن أن تُحدث آثارًا سلبية عميقة؛ حيث يشعر الموظف بأنه مجرد أداة في نظام غير مبالٍ، مما ينعكس سلبًا على أدائه وحبه للعمل. فالمعاملة الإنسانية الرقيقة والتقدير أساسًا ضروريًا لعلاقة صحية ومستدامة.

والمعضلة الأخرى والاكبر هي تركيز المدير على الأخطاء بدلاً من الإنجازات. فالنظرة الأحادية التي تسلط الضوء على العيوب وتغفل النجاحات تعكس فشلًا في القيادة. فالموظف الذي يُنظر إليه على أنه مرتكب للأخطاء يشعر بعدم التقدير، مما يسبب له الإحباط ويولد بداخله مشاعر الكراهية. وفي الوقت ذاته إن الاعتراف بالجهود والمساهمات الإيجابية يُعد محفزًا رئيسيًا يعزز روح الفريق ويخلق بيئة عمل مفعمة بالحيوية.

ومما لا شك فيه أن التفضيل بين الموظفين أحد أسباب مشاعر الكراهية. فعندما ينحاز المدير لفئة معينة، فذلك يُشعر الآخرين بأنهم غير مهمين أو غير مرغوب فيهم. وفي ذلك جرحًا في مشاعر الانتماء والعدالة، إذ تنشأ انقسامات تؤدي إلى تفشي روح التنافس السلبي، مما يضعف الروابط داخل الفريق ويُعزز مشاعر الاستياء.

كما أن القرارات التي تتخذها الإدارة والتي تعكس مصالح فردية أو تفضيل جماعات معينة على حساب الآخرين تُساهم أيضًا في تعميق مشاعر الكراهية، ولاشك ان إدراك الموظفين بأن قرارات مديرهم غير مقنعة يُفقدهم الثقة في القيادة ويؤدي إلى فقدان الولاء. إن الشفافية في اتخاذ القرارات وتوضيح الأهداف المشتركة تُعتبر من العوامل الحاسمة لتعزيز روح التعاون والانتماء.

وفي ذلك، على كل مدير أن يتأمل في أسلوبه وطريقة تعامله مع موظفيه. فالعلاقة الجيدة مع الفريق تُعد استثمارًا طويل الأمد يتطلب حسن الإدارة والإنصات والتقدير. ولا بد من خلق بيئة عمل قائمة على الاحترام المتبادل، حيث يشعر كل موظف بقيمته ومساهمته. فعندما يتمكن المدير من بناء ثقة متبادلة، فإنه يسهم في تحقيق أهداف المؤسسة بشكل أكثر فعالية واستدامة.

إن فهم أسباب الكراهية بين المدير وموظفيه يتطلب تفاعلًا إنسانيًا عميقًا وتقديرًا دقيقًا لمشاعر الآخرين. فالقيادة ليست مجرد سلطة، بل هي فن يتطلب مهارات عالية من التواصل والتفاعل. وعندما يُدرك المديرون هذا الأمر، سيصبح بإمكانهم تحويل مشاعر الكراهية إلى علاقات قائمة على التعاون والاحترام، مما ينعكس إيجابيًا على الأداء العام للمؤسسة.

فتحسين العلاقات الإنسانية يتطلب من المدراء فهمًا عميقًا لتأثير تصرفاتهم. فالعلاقة القائمة على الاحترام المتبادل والتقدير تُعزز من روح التعاون داخل الفريق، مما يُسهم في تحقيق الأهداف المشتركة. في نهاية المطاف، يجب على كل مدير أن يسعى لبناء ثقة متبادلة، فالقيادة فن يتطلب مهارات التواصل والإحساس العميق بمشاعر الآخرين فالموظف لدي المدير كبذرة تنمو وكيف ما ترويها ستدر عليك بعائد ثمارها .

IMG 20241108 WA0028(1)


 

مشاركة المقالة

https://tnawab.sa

الكاتب طارق محمود نواب