BlogUncategorizedالمجتمع السعودي الفخم .. نحلم ونحقق

المجتمع السعودي الفخم .. نحلم ونحقق

كل مجتمع من المجتمعات مكون من أجزاء منها ما هو ظاهر ومنها الغير ظاهر، إن الجزء الظاهر من المجتمع يشبه الجبل العظيم الذي يعلوه حصناً من الحجارة المرصوفة بالعشب الأخضر الزاهي، فهو ذلك الوجه المشرق الذي يتلألأ في ضوء الشمس ويجذب الأنظار… ذلك الجزء الذي يعكس الظاهر من المجتمع من ثقافة وتراث وقيم ظاهرة يتباهى بها أفراده، ويتميز بحضوره المطلق وانبعاث روح الازدهار والانتعاش.

ولكن هناك جزء آخر أو أجزاء في أعماق المجتمع، مجهولة وغير مكتشفة، تشبه مجرى النهر الذي يجري تحت سطح الأرض. هذا الجزء الذي تختبئ فيه قصص كثيرة بعيدة عن الأضواء أو الانتباه، منهم من هم محاطون بالتطور والتنمية ومنهم من هم محاطون بالتحديات والصعوبات التي لا يراها أحد.

وبالطبع لهذا الجزء الظاهر تأثير كبير وقوي على الأجزاء الأخرى من المجتمع وذلك بسبب تأثيره الكبير على صنع القرارات وتوجيه السياسات والمعايير الاجتماعية. فعندما يكون الجزء الظاهر من المجتمع جميل ومشرق، فإنه يُعَزِّز الفخر والثقة ويفتح الفُرَصَ للنمو والتطور في كافة المجالات. لذا، يتميز المجتمع الأكثر ظهوراً بالتقدم والتنمية بمزيج من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ومن أقوى الأمثلة على ذلك هو مملكتنا الغالية، والتي أحرزت تقدمًا كبيرًا وشهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة حيث أقام عراب هذا التقدم إصلاحات شاملة في جميع المجالات، بما في ذلك الثقافة والتعليم وحقوق المرأة. فقد ساهم الجزء الظاهر من المجتمع، الذي يتمثل في قيادتنا الحكيمة حفظهم الله في خلق رؤية جديدة وتشجيع الابتكار والتغيير في باقي أجزاء المجتمع من خلال جهودهم وتفانيهم في تطوير المملكة أثرت بشكل إيجابي على الجزء الغير ظاهر من المجتمع، من خلال تعزيز المساواة وتوفير الفرص للشباب والنساء.

فالصورة الجميلة والمخملية التي يعكسها الجزء الظاهر لأي مجتمع تسبب تأثيراً عميقاً في الجزء الغامض منه. وإن ذلك الجمال يخفي جمال أكبر للحياة التي تعيشها الأرواح في الجزء الغير ظاهر. ففي الواقع، الجزء الظاهر والجزء الغير ظاهر من المجتمع يعيشان في تناغم دائم. وكلما زادت المظاهر البهية والتألق في الجزء الظاهر بالطبع سيمثل حافز قوي لباقي أجزاء المجتمع، فالمجتمع ليس وجه واحد يعكسه الجزء الظاهر فحسب، بل هو تجاوب بين جميع أجزاءه المختلفة. وعلى النقيض من ذلك، فإذا كان الجزء الظاهر من المجتمع يشبه الصحراء اليابسة التي على الرغم من أنها مليئة بالحجارة الغير نافعة يصبح باقي أجزاء المجتمع تافهاً يشبه القطيع لا فائدة منه. لذا، أهم ما يجب فهمه هو أن المجتمعات من خلال تعزيز التوازن بين الجزء الظاهر والجزء الغير ظاهر من المجتمع وجعلهم يكملون بعضهم بعضا يستطيعون الارتقاء وتحقيق التنمية والازدهار الشامل للمجتمع بأكمله.

لكن من الضروري أيضاً أن ندرك أن الجزء الظاهر من المجتمع ليس هو الحكم النهائي للواقع الاجتماعي. فهناك قوى وقدرات غير مرئية وغير معروفة تعمل في الجزء الغير ظاهر من المجتمع وتسهم في تشكيله وتطوره. فقد تكون هذه القوى تنتمي إلى الطبقات الأدنى في المجتمع، ولكنها تحمل في طياتها القدرة على التغيير والتأثير الإيجابي.

وفي النهاية، يمكن القول بأن الجزء الظاهر من المجتمع يلعب دوراً هاماً في تشكيل وتأثير الجزء الغير ظاهر منه، وذلك من خلال تعزيز الجوانب الإيجابية والمشرقة للمجتمع. فذلك الجزء هو بمثابة الروح المعنوية والدعم النفسي لتحقيق التنمية والتقدم الشامل لجميع فئات المجتمع. لذا، يجب أن نعمل معًا لتعزيز الأجزاء الظاهرة والغير ظاهرة من المجتمع والعمل نحو بناء المجتمع المزدهر والعادل للجميع.

 

 

 

مشاركة المقالة

https://tnawab.sa

الكاتب طارق محمود نواب