BlogUncategorizedالسم القاتل

السم القاتل

البداية في عمل جديد لحظة مفصلية في حياة كل فرد، حيث يبدأ المرء فصلاً جديداً في حياته المهنية بعد مسيرة من التحصيل والتدريب. لكن من الضروري حينها أن نكون حذرين من التأثيرات السلبية التي لها القدرة على إفساد حياتنا المهنية حتى قبل أن تبدأ. ولعل أحد أبرز مصادر هذه التأثيرات هو التعامل مع الأشخاص السلبيين الذين يمتلكون القدرة على تسميم بيئة العمل بطاقاتهم المدمرة.

فالعمل في بيئة مليئة بالإيجابية والدعم يعزز من القدرة على الإبداع والابتكار، بينما البيئة السلبية فهي بمثابة عبء ثقيل يثقل كاهل الموظف. فالشخص السلبي أكثر من مجرد مصدر للضغوط؛ بل هو بمثابة سم قاتل يمكن أن يفسد الإبداع ويُثبط العزيمة. إلى جانب أن السلبية في بيئة العمل يمكن أن تظهر في عدة أشكال، بدءاً من التذمر المستمر إلى الانتقادات غير البناءة، التي قد تؤدي إلى خلق جو من الإحباط الذي يعرقل التقدم والتطور المهني.

فعندما تبدأ وظيفة جديدة، فالأهمية الكبرى لمحيطك. إذ يمكن أن يكون وجودك بين أفراد يمتلئون بالطاقة السلبية سبباً في تقويض حماسك وفاعليتك وهؤلاء الأشخاص قد يظهرون في البداية كأصدقاء يقدمون “نصائح” أو “تحذيرات” بشأن كيفية التعامل مع تحديات العمل، لكن سرعان ما يتضح أنهم لا يساهمون سوى في نشر الإحباط وتثبيط العزيمة.

فالتعامل مع الأشخاص السلبيين يمكن أن يكون له تأثير مدمر على الأداء الشخصي. فعندما يكون الشخص المحيط بك يميل دائماً إلى التذمر والتشكيك في قدراتك، فيخلق ذلك نوعاً من القلق وعدم الثقة في النفس وهذا التأثير السلبي لا يقتصر على الحالة النفسية، بل يمتد أيضاً إلى الأداء العملي؛ حيث يشعر الفرد بالتردد والارتباك، مما يؤدي إلى تقليل فعاليته في العمل.

وذلك قد يؤدي أيضاً إلى خلق بيئة مليئة بالتوتر والصراع، مما ينعكس سلباً على العلاقات المهنية والتعاون داخل الفريق, وهذا التوتر يمكن أن يعيق التفاعل الإيجابي بين الزملاء، مما يجعل تحقيق الأهداف المشتركة أكثر صعوبة.

وللحد من تأثير الأشخاص السلبيين، يمكن اتخاذ عدة خطوات استراتيجية. فمن المهم أن تضع حدوداً واضحة عند التفاعل مع هؤلاء الأفراد حيث يمكنك الاستماع باهتمام إلى ما يقولون، لكن لا تتفاعل معهم بشكل عاطفي أو تسمح لتأثيراتهم السلبية بالتسلل إلى تفكيرك. حاول أن تبقى مركزاً على أهدافك وطموحاتك ولا تدع كلماتهم تؤثر في ثقتك بنفسك.

وحاول أن تبني شبكة دعم إيجابية. وذلك باختيار الأشخاص الذين يدعمونك ويحفزونك ويسهمون في تطوير مهاراتك. فهم بمثابة محفزات للمضي قدماً وتجاوز التحديات، ويساعدونك في الحفاظ على مستوى عالٍ من الإيجابية والطاقة،

وللابتعاد عن التأثيرات السلبية، من الضروري أن تعزز من إيجابية بيئة العمل الخاصة بك. وذلك من خلال التركيز على تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية والعمل على تطوير نفسك بشكل مستمر، واحرص على التواصل مع الزملاء الذين يشاركونك الطموح والحماس، وشاركهم في أفكارك ومبادراتك.

وتعد القدرة على إدارة العلاقات المهنية بشكل فعّال أمراً حاسماً في العمل. تواصل بوضوح واحترام مع زملائك، وكن دائماً مراعياً لمشاعرهم واحتياجاتهم. وإذا كنت تواجه صعوبة في التعامل مع شخص سلبي، حاول أن تكون دبلوماسياً في تعاملك معهم، وابتعد عن الجدل والمواجهات غير الضرورية.

وفي اي حال تظل البداية في أي وظيفة جديدة مليئة بالتحديات والفرص، والقدرة على مواجهة السلبية والتعامل معها بشكل فعّال هي مفتاح النجاح في هذه المرحلة. إن الأشخاص السلبيين يمكن أن يكونوا بمثابة سم قاتل يثبط عزيمتك ويؤثر على أدائك، لذا من الضروري أن تكون واعياً ومدركاً لأهمية الابتعاد عنهم. بالتركيز على الإيجابية وبناء شبكة دعم قوية، يمكنك الحفاظ على حماسك وتحقيق النجاح في مسيرتك المهنية.

فتذكر أن العقبات التي تواجهها ليست سوى فرص للتعلم والنمو. وحافظ على طموحك، وابقَ متمسكاً بأهدافك، ودع الإيجابية تكون رفيقك في كل خطوة تخطوها.

watermark 3d8687046a8eeb58cc8b043bc8b62d97 0



 

مشاركة المقالة

https://tnawab.sa

الكاتب طارق محمود نواب