اقلب الصَّفحة 2025 ميلادي
ها هو الزمن يفتح أبوابه من جديد لاكتشاف أنفسنا. فالعام الجديد ليس مجرد تغيير في الأرقام أو إضافة يومٍ آخر إلى تقويم الحياة؛ إنه دعوة مفتوحة لبدايةٍ جديدة، وصفحة بيضاء تُمنح لنا لنكتب عليها فصولًا لم تُكتب بعد، وأحلامًا لم تشرق شمسها، وتلك البداية التي تُذكرنا بأن الماضي، مهما كان ثقيلًا، ليس قيدًا على أرواحنا. فالعام الجديد يمنحنا حرية الاختيار… حرية أن نترك خلفنا كل ما أرهقنا، وأن نُعيد تشكيل حاضرنا بيدين مفعمتين بالأمل. فهو فرصة لنُصغي إلى أنفسنا، وأن نسأل بصوتٍ صادق ما الذي نريده حقًا؟ وما الذي نبحث عنه؟
إنه وقتٌ نتوقف فيه عن الركض المرهق بين الأيام، ونتأمل الطريق. فالعام الجديد ليس بداية زمنية، بل بداية داخلية ووعدٌ نمنحه لأنفسنا بأن نكون أفضل. فليس بالضرورة أن نغيّر كل شيء دفعة واحدة، بل أن نأخذ خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح لأن التحول الحقيقي ليس في ضخامة الخطوات، بل في صدق النوايا وإصرار الروح.
ونحن في هذه اللحظة التي نقف فيها على أعتاب العام الجديد، علينا أن نتذكر أن العام الجديد ليس فقط لبناء الأحلام والمستقبل، ولكنه أيضًا مساحة لنسيان كل ما هو قديم. فالماضي، بكل آلامه وأخطائه وإحباطاته، ليس سجنًا يُقيّدنا. بل هو صفحة أُغلقت، درسٌ تعلمناه، وخطوة نحو إدراك أعمق لأنفسنا.
فالعام الجديد هو هدية ثمينة، يمنحنا فيها الزمن فرصة لإعادة تعريف أنفسنا بعيدًا عن القيود القديمة وإنه دعوة لنملأ قلوبنا بالحب ونفتح أيدينا للتسامح، لأننا لن نستطيع أن نمضي قدمًا ونحن نحمل أثقال الأمس. فلنكن شجعانًا بما يكفي لنترك وراءنا كل ما لا ينتمي إلى أحلامنا، ولنبدأ بداية جديدة بكل حب… بداية مليئة بالتصالح مع أنفسنا ومع الآخرين،
إنه وقتٌ لصنع السلام الداخلي وللابتسام من القلب وللاحتفاء بكل لحظة جديدة كأنها بداية لحياة أخرى. فالعام الجديد، بكل ما يحمله من غموض، يشبه كتابًا لم تُكتب فصوله بعد. ونحن له الكتّاب ونملك القلم لنرسم أحداثه بكلماتنا وأفعالنا وبأحلامنا وطموحاتنا. فما الذي سنكتبه؟ ما الألوان التي سنختارها لتزيّن صفحات هذا العام؟
فلنفتح أبواب الأمل على مصراعيها، ولنغلق أبوابًا لم تعد تناسب أحلامنا. لنكن مستعدين لوداع الماضي بكل ما حمله من أفراحٍ وأحزان، ولنبدأ هذه الصفحة الجديدة بروحٍ متجددة، وقلبٍ ينبض بالحب، وأملٍ يشرق على كل ما هو آتٍ.