BlogUncategorizedأغلى من الألماس

أغلى من الألماس

في عظمته اللامتناهية، خلق الله عزوجل كل فرد بقدراته الفريدة وقيمته الخاصة. لذلك، فإن كل إنسان يحمل قصة وجوهر خلف وجوده المميز تجعله قيمة لا تقدر بثمن. حتى إذا شعر الشخص بأن حياته فارغة أو بأنه لا يعني شيئاً للآخرين، يجب أن يتذكر أن قيمته لا تأتي من المظاهر الخارجية أو الإنجازات الظاهرة، بل تأتي من جوهره الحقيقي وفطرته الإنسانية.

فيمكن للكثيرين أن يشعروا بأن حياتهم خاوية من المعنى والقيمة، أو أنهم لا يعنون شيئا قوياً لمن حولهم. لكن على عكس ذلك تماماً، فلكل منا قيمته، فلم يكن خلق الله لنا دون فائدة بل كل منا يمثل قيمة كبيرة… ويحمل قصة مليئة بما لا يقدره ثمن,

وقد ترددت على مسامعي ذات مرة قصة لسيارة إيطالية نادرة، وندرتها يعود الى تصميمها المثير ، وقد كانت هذه السيارة واحدة من اغلى السيارات في العالم كله. ومع كل هذا الرقي والفخامة، إلا أن صيانتها كانت عقبة كبيرة تواجه مالكها وذلك بالطبع نتيجة لندرتها،

وقد كانت هذه السيارة تابعة لااحد الاثرياء، لكن توقفت عن العمل بسبب قلة توفر قطع الغيار وقلة الفنيين المتخصصين في صيانتها. وما بدأ كعيب بسيط تحوّل مع الزمن إلى عيبين وثلاث وتطورت إلى مشاكل أكثر تعقيداً وتكلّل كل ذلك بحدوث أعطال كبيرة، حتى أصبحت السيارة قطعة من الزينة لا قيمة لها.

لكن العجيب أن الشركة المصنعة عندما علمت بذلك قدّمت عرضاً ضخماً لشراء السيارة من صاحبها بمبلغ ضخم وصل إلى ثلاثة ملايين دولار. لكن لمَ يُدفع مبلغ ضخم كهذا في سيارة لا تفيد مالكها في شيء ولا تصلح للاستخدام في الأساس ؟

فقط لأنها بالنسبة للشركة “ثمينة”، إذ تعتبرها تحفة فنية تستحق المبلغ الباهظ الذي دفعوه لمجرد أنها من إنتاجهم !!

فحتي وإن كنت ترى سيارتك قطعة حديد لا تعني شيء، فمن قام بتصنيعها يراها جميلة و تحفة فنية تقدر بأكثر من مجرد أموال… وسيعملون على إعادتها جميلة و غالية !!

فبمجرد سماعي لتلك القصة لم يأتي ببالي إلا شيء واحد فقط، ألا وهو إن رؤيتنا لعدم اهتمام ممن يحيطون بنا رؤية خاطئة لأنك محاط بعناية الله طول العمر.

فكما كانت سيارة “جماد من حديد” تساوي لصانعها مبالغ لا تُعد، فكيف بك وأنت من صنع الله!! وبالتأكيد، ذلك ما يعطينا قيمة وقامة لا تقدر بكنوز الارض كلها.

ولذلك، إن كنت تشعر أحيانًا بأنك لا تمتلك قيمة أو تعاني من صعوبات وتحديات في حياتك، فلابد أن تتذكر أن الله خلقك وصوّرك على أحسن الصور، وأنك تمتلك قيمة فريدة وليست مقاسة بأمور خارجية، وعليك أن تعلم أن القيمة الحقيقية تأتي من داخلك، وأن الله يراك بمحبة ورعاية وسيعيدك للحياة الجميلة مهما طال الزمن أو شدّت المحن،

فاطلب المساعدة منه فقط وابحث في داخلك عن القوة والصمود، وتذكر دوماً أنك خلقت لغايات عظيمة وأن قدرتك على التحمل والتغلب هي ما ستجلب لك المجد والنجاح في هذه الحياة، فاستبشر خيراً وثق أن الله سيُعيدك كما خلقك، جميلاً وقوياً، لتحقق كل أحلامك وأهدافك،

وابتعد عن الشكوى واليأس واستعيد الثقة بنفسك وبكل ما تمتلكه من قدرات، وتذكر دائماً أن الله لن يضيع جهودك وستجني ثمارها في النهاية، فابحث عن الجمال في داخلك واحتضن قيمتك الحقيقية، فأنت أغلى مما تتصور.

 

FB IMG 1728427728818

 

مشاركة المقالة

https://tnawab.sa

الكاتب طارق محمود نواب